امكانية الوصول          

ابق آمنًا أنت وعائلتك

الاستخدام الآمن للإنترنت للأطفال

 

يشغل الإنترنت جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومية، والذي من الصعب التخلي عنه في ضوء ما يقدمه من سهولة في جلب المعلومات، والتسوق عن بعد وحتى في جوانب الترفيه، فيكون الإنترنت ذا فائدة ومنفعة كبيرة على العائلة والمجتمع.

يستخدم الإنترنت من قبل الأطفال بكثرة في الآونة الأخيرة في الجوانب التعليمية، والترفيهية والتواصل، فبذلك يكون أساسيًا لتلبية متطلباتهم، لكن برغم أهمية الإنترنت وما يقدمه من فائدة ومنفعة للأطفال والأهل، إلا أنه يعدّ مصدر خطر وتهديد على الأطفال لو استخدم بالشكل الخاطئ، ما قد ينتج آثارًا سلبية على الأطفال في النواحي النفسية والأخلاقية والصحية.

تُعدّ حماية الأطفال هي مسؤولية الأهل في الدور الأول، فلابد من توضيح المخاطر والتحديات التي قد يواجهها الأطفال من قبل الأهل، وكيفية التعامل معها. فيما يأتي أهم الإرشادات المفضّل تطبيقها للحصول على إنترنت آمن للأطفال:

 

تَعلُّم الأهل استخدام الإنترنت

من المهم أن يتقن الأهل مهارة استخدام الإنترنت والقدرة على التمييز بين المواقع والبرامج الآمنة وغير الآمنة، ليتمكنوا من وضع ضوابط لمراقبة الأطفال خلال استخدامهم لشبكات التواصل بشكل مستمر، وتوجيه الإرشادات التقنية للأطفال.

تَعلّم الأهل للمهارات التقنية شيء أساسي حتى يتمكن الأهل من تثبيت وتطوير برامج مضادة للفيروسات الحاسوبية، ولا بد أن يقوم الأهل بتصفح المواقع والتطبيقات وحذف كل ما هو غير مفيد للطفل من على الجهاز.

 

بناء الثقة بين الأهل والأطفال

يتوجب على الأهل اتباع الحوار البنّاء حول كيفية استخدام الإنترنت، والاتفاق على الصدق والشفافية بينهم وبين الأطفال، والتأكيد على مرجعية الطفل للأهل في حلّ المشكلات التي من الممكن مواجهتها، وألا يقوم بحذف أي من الأدلة الخطرة في حال وقوعه بالمشكلات ليتمكن الأهل من التحري حول هذه المخاطر.

 

تحصين الأطفال من الابتزاز والتنمر الإلكتروني

يعد الإنترنت ساحة يسهل من خلالها ارتكاب الجرائم، ومن المخاطر التي من الممكن أن يواجهها الطفل عبر الإنترنت التنمر والابتزاز، فمن الممكن أن تمارس هذه الجرائم على الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الأكاذيب، أو انتحال الشخصية أو التهديد ما يترك تأثيرًا سلبيًا على نفسية الطفل وتصرفاته.

توعية الطفل في التعامل مع هذه التحديات شيء أساسي، فعلى الأهل مشاركة هذه النصائح مع أطفالهم حتى يتمكن الطفل من رد الفعل الإيجابي بهذه الظروف، ويكون ذلك عبر ما يأتي:

  • توعية الطفل وتذكيره بشكل مستمر من عدم مشاركة المعلومات الخاصة، وتحذيرهم من التواصل مع الأشخاص الغرباء عبر مواقع التواصل.
  • تعليم الطفل طلب المساعدة من والديه أولاً، أو من طرف موثوق لدى العائلة والطفل فور تعرضه لحالة الابتزاز أو التنمر.
  • تعليم الطفل كيفية حظر المتنمرين من وسائل التواصل الاجتماعي.
  • جمع الأدلة الصوتية أو لقطات الشاشة التي تثبت الجريمة في حال وجد الأهل تعرّض طفلهم لها.
  • تقديم الأهل للأدلة إلى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية.

كما يجب إشعار الأطفال بالطمأنينة وأنّ المتنمر سينال عقوبته عبر توضيح قوانين الجرائم الإلكترونية التي تحدد عقوبات قانونية على الجاني، وتشمل ذلك الجرائم في جميع وسائل التواصل الإلكتروني الآمنة مثل تويتر، وفيسبوك، وإنستغرام وغيرها.

 

تنظيم وقت استخدام الأطفال للأجهزة الذكية

يؤثر الاستخدام المفرط للإنترنت بواسطة الأجهزة الذكية من قبل الأطفال سلبًا على صحتهم كإصابتهم بضعف النظر والمشاكل العضلية، ولا بد من تحديد وقت متفق عليه من قبل الأهل والأطفال لاستخدام الأجهزة الذكية، كما يفضل إطفاء الراوتر قبل النوم للتأكد من عدم استعمال الإنترنت بهذه الفترات.

 

استثمار الإنترنت لفائدة الأطفال

يتضمن تعليم الأطفال الاستخدام الآمن للإنترنت توجيههم إلى البرامج والتطبيقات التعليمية والرياضية والثقافية، مثل مشاهدة البرامج التي تظهر جمال الطبيعة، واستكشاف الدول والتعرف على دلائلها والتعرف على الثقافات واللغات المغايرة، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال للاشتراك في المسابقات والتحديات عبر الإنترنت أهمها ما يتعلق في الجوانب التعليمية، لبث روح التنافسية وترسيخ فكرة استغلال الإنترنت لتحقيق الفائدة للأطفال.

 

استخدام الأطفال للإنترنت تحت رقابة الأهل

يُفضّل أن يكون استخدام الأطفال للإنترنت بالقرب من الأهل، حتى يتمكن الأهل من مراقبة أي تصرفات غير طبيعية قد يقوم بها الأطفال، ويقوم الأهل بالطلب من الأبناء الاطلاع كل فترة على برامجهم المفضلة عبر الإنترنت، والتفاعل معهم بشكل إيجابي بما يخص المواقع ذات الفائدة، والتذكير من تجنب الإعلانات المخلة للأدب.

 

تفعيل الرقابة الأبوية في حسابات قوقل (Google)

يُخفّف الوصول إلى الرقابة الأبوية عن طريق حسابات قوقل من أخطار الإنترنت على الأطفال، إذ يجب على الأهل تفعيل هذه الأدوات للتمكّن من تفعيل الرقابة على الكتب والأفلام وغيرها من المحتويات، ويتم ذلك عن طريق ضبط الأدوات من متجر (Google Play) (قوقل بلاي).

 

استخدام تطبيق (Family Link)

يوفر استخدام متصفح قوقل (Google) خدمة استخدام الإنترنت بأمان لكافة أفراد العائلة عن طريق عدد من التطبيقات والمواقع التي تمنح العائلة والأطفال بيئة آمنة لاستخدام الإنترنت ومن أهمها تطبيق (Family Link)، إذ يمنح هذا التطبيق الأهل القدرة على مراقبة وحماية الأطفال خلال استخدامهم للإنترنت من خلال تحديد المحتوى المناسب لهم وتتبع نتائج البحث لديهم، كما يساعد في حظر التطبيقات غير المرغوب فيها، وإمكانية مراقبة التطبيقات التي يقوم الأطفال بتحميلها.

يُحدّد تطبيق (Family Link) موقع الجهاز الإلكتروني الذي يعمل بنظام Android، في حال تم تفعيل خدمة الموقع مسبقًا، فيتمكن الأهل من العثور على الموقع الجغرافي للأجهزة في حال ضياعها عن طريق الدخول إلى هذا التطبيق، واختيار إعدادات الموقع الجغرافي، ومن ثم اختيار الجهاز المراد مشاركة الموقع الجغرافي معه، فيوفر الحماية للطفل وجهازه عبر تتبع موقعه الجغرافي، وحتى في حال فقدان الطفل للجهاز من الممكن الوصول إليه عبر هذه الخدمة من التطبيق.

 

يساعد تطبيق (Family Link) في تنظيم الأهل لوقت الأطفال، حيث من الممكن تحديد الوقت المسموح به لاستخدام المتصفح، فيكون الأهل بذلك قادرين على إدارة أجهزة الأطفال بشكل يجعلهم أكثر أمان، وكما من الممكن تحميل تطبيق (Family Link) من المتاجر الرسمية التالية على أجهزة أطفالك (Google Play) أو Apple App Store)) .

 

تفعيل البحث الآمن من قوقل (Google)

يعمل البحث الآمن على فلترة عمليات البحث وتجنب المواقع غير المناسبة للأطفال مثل المحتوى الإباحي أو العنف أو حتى المحتوى الدموي والذي قد يصل إليه الطفل نتيجة البحث الخاطئ، كما يجب التنويه أنّ تفعيل البحث الآمن لا يمنع الوصول إلى المواقع المخلّة للآداب عن طريق الروابط.

 

استخدام تطبيق يوتيوب للأطفال (YouTube Kids)

يقدم تطبيق (YouTube Kids) محتوى خالٍ من المشاهد غير اللائقة وغير المناسبة لأعمار الأطفال، فهو يقدم محتوى يستهدف الفئة العمرية من 4 سنوات وما دون، ويوفر محتوى تعليمي ترفيهي من الممكن أن يستفيد منه الأطفال بشكل كبير، كتعلم الحروف والأرقام، كما من الممكن التحكم بالفئة العمرية المستهدفة، فبذلك من الممكن أن يكون مفيد للأطفال بعمر الـ 10 سنوات.

وما يميز هذا التطبيق أنّ الإعلانات المدفوعة محدودة جدًا، فيكون الطفل أقل عرضة لها، كما من الممكن الاشتراك في خدمة (YouTube Premium) ما يجعل التطبيق لا يعرض أي من الإعلانات.

 

توعية الأطفال بالجوانب التقنية

من غير الممكن أن يبقى الأهل ملازمين للأطفال طيلة الوقت حتى يتم حمايتهم، فيجب توعية الأطفال بالجانب التقني من جانب الأهل، وإن لم يتفرغ الأهل فلا بدّ بتسجيل الأطفال بدورات تُطوّر من قدرة الطفل على استعمال الأجهزة الذكية، وأن يكتسب الطفل مهارة تثبيت برامج المضادة للفيروسات الحاسوبية والبرامج الخبيثة.

والتذكير بتجنّب اتصال الأطفال بشبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة، إذ إنّ الكثير من المخترقين يستخدمون شبكات الاتصال كمصيدة للوصول إلى الأجهزة الحديثة، ومن المهم التذكير بتجنب الأطفال الدخول إلى الروابط غير معروفة المصدر وأنها من الممكن أن تشكل الضرر.

بالإضافة إلى ضرورة تثقيف الأطفال بأنواع الفيروسات الإلكترونية، وطريقة وصولها إلى الأجهزة الحاسوبية، وتوضيح ضررها على المستخدم والجهاز، وكيف من الممكن التصدي لها.

 

توعية الأطفال بتمييز الإعلانات

تعدّ منصات التواصل الاجتماعي والمواقع والتطبيقات هي وسيلة أساسية لنشر الإعلانات والترويج للمنتجات، سواء الغذائية والملابس وغيرها، لكن على الأهل توعية الأطفال بأنّ هذه الإعلانات ليست جميعها ذات فائدة.

كما من الممكن أن يتعرض الأطفال إلى الوصول إلى إعلان يظهر لهم بأنهم قد ربحوا جهاز هاتف أو جهاز ألعاب أو مبلغ مالي، فلا بد من توضيح أنّ هذه الإعلانات كاذبة وغير واقعية، وأنه من الصعب أن يحصل الشخص على أي من الجوائز والهدايا بلا أي مجهود.

 

تحصين الأطفال نفسيًا

يعدّ تنشئة الأطفال على الأخلاق الحسنة والطيبة وضبط سلوكهم في التعامل مع من حولهم في زمن انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أمرٌ في غاية الأهمية، إذ يجب معرفة الأهل بدائرة الأصدقاء لدى الأطفال، وتشجيعهم على التعامل بالصورة الطيبة في المدرسة، وأن يساعدوا أصدقائهم في توجيههم للخيارات السليمة، ما يسهم بشكل كبير على تجنب الأطفال استخدام الإنترنت بشكل خاطئ.

 

scroll-top