العمل عن بُعد
أدت جائحة كورونا إلى تعزيز مفهوم العمل عن بعد سواء بالنسبة لأصحاب الأعمال أو حتى للموظفين، حيث أصبح العمل عن بعد أو العمل الهجين والذي يمزج فيما بين العمل من داخل المؤسسة أو الشركة بالإضافة إلى العمل عن بعد من المنزل أو غيره خياراً رئيسياً في العديد من فرص العمل المتوفرة حول العالم، ولكن هذه التوجه نحو طريقة العمل الجديدة هذه رافقه زيادة كبيرة في حوادث الأمن السيبراني، حيث تُشير التقديرات إلى أن العمل عن بعد خلال جائحة كورونا أدى إلى زيادة بنسبة تفوق 250 بالمئة في الهجمات السيبرانية.(2)
على الرغم من أن للعمل عن بعد فوائد متعددة بالنسبة للموظفين أنفسهم وبالنسبة لأصحاب الأعمال إلا أنه أيضاً ينطوي على العديد من المخاطر وخاصة تلك المتعلقة بالأمن السيبراني للمؤسسة أو المنشأة، فالسياسات الصارمة وتدابير الأمن السيبراني كجدران الحماية وأنظمة كشف التسلل وغيرها من البنى التحتية التي قد توجدها الشركات والمؤسسات لتنفيذ إجراءات الأمن السيبراني قد لا تكون كلها مفيدة في حالة العمل عن بعد، وسنوضح فيما يأتي بعض من المخاطر التي قد تزيد من تعرض المؤسسات لخطر المحتالين والمجرمين وخصوصاً من خلال استغلال آليات العمل عن بعد: (2)
يؤدي وجود عدد من الموظفين الذين يعملون عن بعد إلى إيجاد المزيد من الشبكات والبرمجيات ونقاط الاتصال والأجهزة التي يتم استخدامها للوصول إلى موارد العمل وهو ما يوسع سطح ورقعة الأهداف المُعرضة للهجمات السيبرانية، وهو ما ينعكس بدوره على زيادة العبء الملقى على مختصي وموظفي الحماية السيبرانية في تلك المنشآت والمؤسسات.
وفي خضم هذا الخطر الداهم للعمل عن بعد فإن توعية الموظفين بإجراءات الأمن السيبراني والحث على اتباعها وتطبيق نظام صارم لذلك هو حجر الأساس في التصدي لتلك المخاطر ومواجهتها؛ حيث يتطلب أن يتم توعية الموظفين باستخدام أجهزة آمنة ومُحدثة واستخدام شبكات اتصال موثوقة بالإنترنت ووضع كلمات مرور قوية واستخدام برامج مرخصة وتدريبهم ليكونوا قادرين عل اكتشاف رسائل التصيد الاحتيالي المختلفة وغيرها من الإجراءات الأخرى التي تضمن لهم السلامة عبر الإنترنت وهو ما ينعكس على تحقيق سلامتهم أثناء إنجازهم لأعمالهم ومهامهم الرسمية.
كما يتوجب على المؤسسة نفسها استخدام حلول تقنية وآليات أمان لتحقيق الأمن السيبراني لموظفيها الذين يعملون عن بعد كاستخدام برامج شبكات افتراضية خاصة واستخدام برامج مشاركة الملفات المُستندة إلى السحابة وغيرها من الطرق والوسائل التقنية التي يُمكن أن تعزز من التصدي لخطر التعرض للاختراق والتجسس.
نُشر بتاريخ 4/12/2023