امكانية الوصول

مكاسب سريعة للأفراد والعائلات

دليل إرشادي حول الحماية من الاحتيال المالي الإلكتروني

أتاحت شبكة الإنترنت العالمية في ظل التقدم التكنولوجي الذي نعيشه للأشخاص والشركات والمؤسسات على حد سواء إمكانية إنجاز العديد من الأمور والمعاملات الإلكترونية، وهو ما عزّز من فرص الابتكار والنمو الاقتصادي للمجتمعات، إلا أنّ هذا الأمر رافقه تزايد كبير في خطر التعرُّض لعمليات الاحتيال المالي الإلكتروني التي تتم عبر هذه الشبكة، إذ ازداد خطر الجرائم الإلكترونية والسيبرانية التي تهدد الأمن المالي للناس والمؤسسات، وذلك من خلال وسائل متعددة كحصول المخترقين واللصوص عبر الإنترنت على بيانات ومعلومات الحسابات المصرفية للمُستخدِمين أو خداعهم للحصول على الأموال بأي طريقة غير مشروعة.

 

دليل إرشادي حول الحماية من الاحتيال المالي الإلكتروني

لا ينحصر خطر التعرّض للاحتيال المالي الإلكتروني عبر الإنترنت على فئة معينة من المُستخدِمين، إذ يُمكن أن يتعرض له الأشخاص أياً كانت أعمارهم أو مستويات دخلهم المادي، ويوضح الآتي عدداً من الأمور التي يتوجب على المُستخدِمين اتباعها لتجنُب وتقليل خطر التعرُض لمثل هذا النوع من الجرائم السيبرانية:

 

حماية الأجهزة

لحماية الأموال الخاصة بالمُستخدِم لشبكة الإنترنت وضمان عدم ضياعها من خلال عمليات الاحتيال المختلفة التي تتم خلالها، فإنّه يتوجب أن يتم حماية الأجهزة الخاصة بالشخص وتأمينها ضد التعرُض لأي من أنواع الهجمات السيبرانية، لذا، فإنّه يتوجب تحديث البرامج الموجودة عبر الأجهزة وتثبيت البرامج المتخصصة بالحماية من الفيروسات وتفعيل ما يُعرف بجدار الحماية (Firewall)، بالإضافة إلى التحقق من استخدام أحدث الإصدارات لمتصفحات الويب الموجودة عبر الجهاز.

يوجد العديد من الممارسات الصحيحة التي يتم من خلالها حماية الأجهزة الخاصة بالمستخدم كمنع الوصول المادي إليها من الغرباء وإجراء النسخ الاحتياطي المنتظم لكل ما تحتوي عليه من بيانات، بالإضافة إلى تشفير هذه البيانات، وغيرها الكثير من الإجراءات التي من شأنها حماية الجهاز ومنع وصول المحتالين إليه عبر الإنترنت أو حتى بشكل مادي.

 

الحذر من الرسائل الإلكترونية المخادعة

تعدّ رسائل البريد الإلكتروني أحد أبرز طرق الاحتيال المالي التي تتم عبر الإنترنت، إذ يقوم المجرمون والمخترقون بإرسال رسائل بريد إلكتروني لضحاياهم ليتم خداعهم وإقناعهم بتقديم أي معلومات مالية أو مصرفية أو أي معلومات تتعلق بأي من الحسابات المالية الخاصة بهم، لذا فإنّه يتوجب عدم الرد على مثل تلك الرسائل وتقديم أي معلومات مالية خلالها، كما يجب الحذر وتجنُب النقر على أي روابط مضمنة عبر تلك الرسائل، أو تنزيل أي مرفقات موجودة خلالها.

غالباً ما تتضمن رسائل البريد الإلكتروني المرتبطة بأي من عمليات الاحتيال المالي الإلكتروني مخاطبة المُستخدِم وبشكل يتضمن نوعاً من الإلحاح بضرورة الإفصاح عن بيانات شخصية مالية للتحقُق من حسابات معينة خاصة بالمُستخدِم كالحساب البنكي أو حساب البطاقات الإلكترونية المالية، ويوصى في حالة استقبال مثل تلك الرسائل الاتصال مع الجهة المالية الواردة في موضوع الرسالة والتحقق من صحة الأمر.

 

التحقق من الموقع الإلكتروني

في سبيل حماية المُستخدِم من عمليات الاحتيال المالي المختلفة التي تتم عبر الإنترنت، فإنّه يتوجب التحقق من الموقع الإلكتروني الذي يتم الدخول إليه والتحقُق من أنّه موقع موثوق وغير مُخادع، لذا فإنّه يُوصى بالبحث عن تعليقات المُستخدِمين الآخرين للموقع والتحقُق من عدم وجود مراجعات تُشير إلى مُمارسة أي من أنواع الاحتيال المالي عبر هذا الموقع.

من الأمور الأخرى التي يتوجب أن يكون المُستخدِم على وعي بها في أثناء تصفحه لأي موقع إلكتروني قد يتم خلاله إجراء أي نوع من المعاملات المالية والمصرفية هو مستوى الأمان التقني الذي يُوفره هذا الموقع؛ إذ توفر المواقع الإلكترونية التي يبدأ عنوان URL الخاص بها بالرمز (HTTPS) حماية آمنة لما يتم الإفصاح عنه من بيانات مالية خلالها، وذلك عبر استخدامها لخدمة تشفير معينة، وهو ما يمنع المتسللين والمخترقين عبر الإنترنت من التجسس على البيانات المالية للمُستخدِم.

 

حماية معلومات الدفع

لتجنُب الاحتيال المالي عبر الإنترنت، فإنّه يتوجب حماية بيانات الدفع والمعلومات المالية الخاصة بالمُستخدِم، وذلك من خلال تعطيل حفظ كلمات المرور وتذكرها على نحو تلقائي عبر الحسابات والمواقع المختلفة، بالإضافة إلى تشغيل ما يُعرف بأنظمة المصادقة متعددة العوامل وإنشاء كلمات مرور قوية بما فيه الكفاية لتأمين تلك الحسابات.

 

الحذر من علامات الاحتيال

يتوجب الحذر من بعض الأمور التي قد تُشير إلى عمليات احتيال مالية عبر الإنترنت؛ إذ يُمكن أن يتم الإعلان عن تخفيض الأسعار إلى حد بعيد لا يُمكن تصديقه، وعادة ما تكون مثل هذه العروض الترويجية المبالغ بها هي مجرد عروض وهمية وعمليات احتيال لا أكثر، ومن الأمور الأخرى التي قد تُشير إلى الاحتيال المالي هو عدم وجود معلومات واضحة وتفصيلية عن مقدم الخدمة أو البائع الذي يتم الدفع له مقابل شراء سلعة معينة.

 

مشاركة المعلومات الشخصية بحذر

لتحقيق الأمان من التعرُض لعمليات الاحتيال المالي، فإنّه يتوجب أن يكون المستخدِم على حذر في أثناء تقديمه لأي معلومات شخصية خاصة به عبر الإنترنت، وتقديم ما يلزم فقط عبر المواقع المختلفة، ففي حال شعر المستخدم بأنّ الموقع الذي يتم خلاله أي نوع من المعاملات المالية يطلب منه بيانات أكثر مما يتطلب لإنجاز المعاملة، فإنّه يتوجب الحذر فوراً وعدم استكمال المعاملة.

 

استخدام أنظمة الدفع الآمنة

تتوفر عبر الإنترنت العديد من أنظمة الدفع المختلفة التي يُمكن من خلالها إجراء المعاملات المالية بشكل إلكتروني، لذا فإنّه يتوجب أن يتم استخدام أنظمة دفع آمنة وموثوقة، كنظام الدفع ببطاقة الائتمان التي يُوفر معظم مزوديها حماية شاملة لعمليات البيع والشراء عبر الإنترنت، ويلتزمون بإعادة المال لمالك البطاقة في بعض الحالات، وهو ما يُعزّز حماية المُستخدِم من الوقوع في فخ الاحتيال المالي عبر الإنترنت، ومن الإجراءات الآمنة والتي تُعزّز الحماية من التعرُض للاحتيال المالي هو استخدام بطاقة مدفوعات خاصة بالمعاملات الإلكترونية.

 

الحذر من بطاقات الهدايا

تعدّ بطاقات الهدايا الإلكترونية من أكثر الطرق الشائعة للوقوع في فخ الاحتيال المالي عبر الإنترنت، إذ يتم استخدام بطاقات إلكترونية خاصة بشركات معينة كبطاقات iTunes أو غيرها من البطاقات الشهيرة لتنفيذ الاحتيال المالي القائم بشكل رئيسي على انتحال المجرمين واللصوص عبر الإنترنت لشخصية معينة؛ من ثم التواصل مع المستخدم على أساسها، بحيث يتم خداعه لتحويل الأموال من خلال تلك البطاقات أو الإفصاح عن المعلومات الخاصة بها كرقم البطاقة والرمز التعريفي.

تتعدد الشخصيات التي يلجأ إليها المحتالون لإقناع ضحاياهم بتحويل النقود من خلال بطاقات الهدايا أو تزويدهم بأرقامها، إذ يُمكن أن يقدموا أنفسهم على أساس أنهم جهة تقدم خدمات معينة كالكهرباء والغاز وبأنّه سيتم قطع تلك الخدمات في حالة عدم الدفع بشكل فوري، كما قد يتم انتحال شخصية قريب أو صديق معين يطلب من المستخدم تحويل الأموال بشكل فوري لوقوعه في مشكلة أو ضائقة معينة، أو حتى قد يتم خداع المستخدم من خلال إيهامه بأنّه قد فاز في جائزة معينة، وأنه يجب عليه الدفع للحصول عليها واستكمال إجراءات الفوز بها.

 

scroll-top